كليات المجتمع محطة أكاديمية لصقل المهارات
م/ كليات المجتمع محطة أكاديمية لصقل المهارات
الأستاذ الدكتور وسيم فاضل التميمي - طبيب استشاري
المستشار الثقافي – الأردن – عمّان
2022/2/22
تعتبر كلية المجتمع ، وهي احدى مؤسسات التعليم العالي ، والتي تتوافق مع تسميات أخرى مثل الكلية المبتدئة أو الكلية التقنية .. فرصة دراسية جامعية محددة لمدة عامين حيث تمثل طموحاَ لشريحة من خريجي الدراسة الثانوية او الدراسة الخارجية من الذين يتعذر عليهم الألتحاق بالدراسة الجامعية ذات الأربع سنين وتمنحهم شهادة الدبلوم تمتاز كلية المجتمع بالعديد من المواصفات التي تميزها عن الجامعات حيث تقدم برامج أكاديمية موجهة لتلبية احتياجات سوق العمل ومتطلباته من الكوادر البشرية المؤهلة و بكلفة مالية أقل بكثيربالنسبة الطالب وكذلك المؤسسة التعليمية. وجائت التسمية ( كلية المجتمع ) لتعطي صورة عن التوافق بين طموح الطالب بأستكمال الدراسة بعد الدراسة الثانوية و بما يحتاجه المجتمع من خريجين يساهمون بشكل فاعل ضمن أوساط العمل الفني والمهني والصحي من كوادر وسطية ماهرة ومتميزة بما يدفع لتطوير الخدمات المقدّمة بشكل أفضل وهذا من صميم رسالة الكلية المجتمعية حيث تمثل الخدمة المجتمعية وتنميتها أحدى أهم الركائز الاستراتيجية والتنفيذية التي تهدف إلى تحقيق شراكة مجتمعية مستدامة بين الكلية والمجتمع إن كليات المجتمع ليست انتقائية ، فهي توفر فرصة التعليم العالي للمتقدمين الذين لم يحصلوا على درجات ممتازة في المدرسة الثانوية وكذلك المتقدمين الذين فاتتهم فرصة الأنتظام في الصفوف المدرسية لأسباب متعددة مما أضطرهم الى أكمال تحصيلهم الدراسي ك (طلبة خارجيين ) فمن الممكن ان نجد الكثير من الطلاب الأذكياء الذين يلتحقون بكليات المجتمع بما يتلائم مع ظروفهم وطموحهم ولا يحملّهم أكثر من امكانياتهم المادية
- الرؤية:أن تكون كليات المجتمع رائدة في توفير فرص تعليمية متفردة، ومساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
- الرسالة : تقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية تلبي احتياجات سوق العمل و المجتمع، وتعزيز نجاح الطلبة وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم و أهدافهم
- الأهداف: تتمثل الأهداف العامة المشتركة بين جميع كليات المجتمع تقريباً على المستوى العالمي بتلبية حاجة سوق العمل من الكوادر الفنية والمهنية المؤهلة وفق المعايير الدولية ..أما الأهداف الخاصة بكل بلد فتندرج حسب متطلباته وحاجاته، مثل:
1- توفير برامج تعليمية تطبيقية شاملة ومتنوعة تؤهّل للوظائف التي يحتاجها سوق العمل في المجتمع.
2- استقطاب طلاب بمواصفات خاصة مناسبة لبرامج الكلية لتأهيلهم لسوق العمل.
3- تأهيل الطلاب على أعلى التقنيات الحديثة بمتابعة تطورها في التخصصات التطبيقية المختلفة.
4- التطبيق العملي لصقل المهارات المكتسبة وغير المكتسبة من خلال التدريب الميداني كجزء من البرنامج الدراسي.
5- ربط الكلية بالمجتمع المهني وسوق العمل من خلال إقامة اللقاءات والزيارات الدورية المتبادلة.
6- التنسيق بين خريجي الكلية وبيئة العمل للحصول على الوظائف التخصصية.
7- إعداد الدراسات والبحوث الخاصة ببرامج التأهيل والتدريب والتطوير وحاجة سوق العمل من الكوادر الفنية.
وقد سجلت الملحقية الثقافية رغبة و أهتمام العديد من الطلبة العراقيين للتسجيل في دراسة الدبلوم وعلى النفقة الخاصة في كليات المجتمع المنتشرة في الأردن و ان هؤلاء الطلبة المستقطبين يمثلون شريحة مهمة و ونسبة لا بأس بها من خريجي الدراسة الأعدادية لسنوات متعددة وان كانت النسبة الأكبر تمثل خريجي الدراسة الثانوية او الممتحنين الخارجيين للسنة الفائتة مع وجود اخرين أكبر عمراَ منهم من خريجي سنوات ماضية . ان من أهم المحفزات لهذا الأستقطاب هو ملائمة كلفة الدراسة ومدتها بما يساهم في تشجيع الطلبة للتسجيل والأنخراط بالدراسة بصورة متكيفة ومتلائمة مع قدراتهم الأكاديمية وظروفهم المعيشية ومواردهم المالية فضلاّ عن تطابق بعض طموحات الطلبة مع تنوع التخصصات المتوفرة ( ولا سيما الصحية و الفنية ) والتي تستوعب العدد الأكبر منهم لوجود فرصة عمل واضحة مستقبلية . و من المزايا الأخرى التي توفرها كليات المجتمع انها تمثل لبعض الطلبة مرحلة انتقالية للتأهيل واكتساب المعرفة لما توفره من فرصة لأستكمال الدراسة الجامعية للبكالوريوس بعد أجتياز أمتحان شامل تأهيلي تشرف عليه أحدى الجامعات الرصينة والمعتمدة الحكومية والتي تتابع وتشرف وتراقب الأسس الأكاديمية الرصينة في التعليم والتدريب بما ينسجم مع أسس الأعتمادية والجودة. ان تكامل التعليم النظري مع التدريب العملي يساهم في تنشيط الأبداع لدى الطالب و يوفر فرصة لرعاية المواهب وصقلها و اكتشاف القدرات العملية مما يجعل الدراسة الأكاديمية التي توفرها كلية المجتمع البيئة المثالية للتحصيل العلمي الذي يتوافق مع طموح الطالب من جهة و المحيط العملي والمهني والتدريبي الذي يلائم القدرات المهارية للطالب من جهة اخرى وقد يستحق هذا المنظور بذل الجهود و تشجيع الطلبة وتثقيفهم بان الدراسة بعد المرحلة الثانوية يجب ان تتوافق مع المؤهلات ومع الأمكانيات ومع فرص العمل في القطاع الخاص تماشياَ مع معمول به عالمياَ و توعية الطالب خلال الدراسة الثانوية الى أهمية الحرفة والمهارة و صقل المواهب الدقيقة في برامج دراسة اكاديمية رصينة ضمن كليات جامعية , ومن المهم جداَ دراسة أمكانية توفير هكذا فرص دراسية كافية داخل العراق وعلى النفقة الخاصة ضمن دائرة التعليم الجامعي الأهلي بما يساهم في تعزيز هذه الموارد البشرية والمالية و تطويرها .