الطلبة : الثروة العلمية المتجددة للجامعات

الطلبة : الثروة العلمية المتجددة للجامعات

 

الاستاذ الدكتور وسيم فاضل التميمي – طبيب استشاري – المستشار الثقافي

حرصت جميع الجامعات على التنافس الاكاديمي لأجل الحصول على المراتب المتقدمة ضمن التصنيفات العالمية  ومن أهمها تصنيف التايمز وتصنيف QS  وتتوالى الأخبار الأعلامية للأعلان عن تطورات خريطة التصنيف العالمي للجامعات  بصورة دورية  ووتتسابق للاشارة عن تقدم تسلسل الجامعة وأسبقيتها عن مثيلاتها المحلية  ومنافستها  لجامعات دول الجوار ومن ثم الجامعات العالمية وهذا بحد ذاته يؤشر حالة أيجابية لخلق أستدامة في التخطيط  الصحيح والتحسين و تقديم افضل الشراكات مع المؤسسات المجتمعية فضلاً عن التوجه لانجاز البحث العلمي وتسويقه مما وفر الارضية العلمية للتفاضل بين الجامعات ,

وتمثل عملية استقطاب للطلبة من غير المواطنين  والأساتذة غير المحليين محورية  مهمة في هذه التصانيف حيث سجل معيار البعد الدولي  نسبة 7.5%  بمؤشرين وهما ( نسبة الطلبة الأجانب ونسبة اعضاء هيئة التدريس الأجانب) ضمن تصنيف التايمز  وكذلك  سجل نسبة 10% كمعيارين منفصلين ضمن تصنيف QS لكل منهم 5%  فضلاً عن باقي المعايير والمؤشرات مما يستوجب  على الطالب نفسه والاستاذ الجامعي أن يعي أهميته بالنسبة للجامعة كونه يمثل أحدى نقاط التفاضل بينهم ومن الضروري التثقيف لأعتماد هذه التصنيفات عند الأختيار للألتحاق بأحدى الجامعات أضافة الى حرصه على ان يكون أحد ألأسس لديمومة هذه الأسبقية وفي نفس الوقت يجب ان يكون اهتمام الجامعات نفسها للتنافس من أجل تقديم أكثر التسهيلات الممكنة لتشجيع  اكثر عدد من الطلبة للأنخراط بالدراسة  عندهم ,

ومن جانب اخر وبمقارنة بسيطة بين  تسلسلات  الجامعات العراقية في هذه التصانيف  والجامعات  في الدول المجاورة نجد ان جميع المعايير متقاربة مع المعدل العام من حيث نسبة الأستشهادات وأبعاد البحث العلمي والبيئة التعليمية الجامعية  بأستثناء معيار البعد الدولي والذي يشير الى تأثير  الفارق المهم  في مؤشر استقطاب الطلبة الاجانب  مما أنعكس سلباً على تسلسل جامعاتنا العراقية ,

ان للدور الكبير الذي يمثله الطالب العراقي ضمن الجامعات  الخارجية ( على سبيل المثال) أهمية كبيرة في اكتساب مراتب عالية ضمن هذه المؤسسات (كونه يمثل طالب اجنبي  اثناء دراسته وهو يضيف الى رصيد المؤسسة  في البعد الاكاديمي بعد ان يحصل على الشهادة العليا ) وهذا مما يستدعي أن نفكر جديا في الحفاظ على ثروتنا العلمية الوطنية المتمثلة بابنائنا الطلبة  والعمل على تفعيل عوامل جذب للطلبة الأجانب للألتحاق بجامعاتنا  وقد يكون ذلك من خلال ما يلي:

1. أليات أكاديمية :

أ‌. تشجيع الجامعات  على عدم تضييع فرصة قبول الطالب  في الدراسات العليا داخل العراق وذلك بفتح مقاعد النفقة الخاصة بما يوازي  المقاعد العامة مما يوفر مردود مالي داخل العراق وفي مؤسساته والذي يسهم في النهوض بأهدافها.

ب‌. تمييز الطلبة الاوائل  بتفضيلهم للترشيح والمنافسة للدراسة خارج العراق والاستفادة  من المنح والزمالات الدراسية الممنوحة من الجامعات  ذات التكاليف المادية الأقل حيث لوحظ  تفاوت كبير بالمستويات  العلمية الاولية لبعض من تم ترشيحهم .

ت‌. اعادة دراسة لأليات استقطاب  الطلبة ألأجانب  للأنخراط في الجامعات العراقية  و بمختلف التخصصات والمستويات العلمية  وقد يكون ذلك من خلال  تشجيع الجامعات الحكومية والخاصة لتقديم المنح المجانية  والزمالات الدراسية المعفاة من اجور الدراسة  فضلا عن تفعيل مقاعد التبادل الثقافي للأختصاصات العلمية والأنسانية المتميزة في جامعاتنا .

ث‌. التأكيد  على أستقطاب الأساتذة  الأجانب للمشاركة الفعلية في تقديم المحاضرات والأشراف على البحوث في الدراسات العليا من خلال تفعيل الأستاذ الزائر والاستفادة من خاصية التعليم ألالكتروني حالياً حيث لا يتطلب حضور الأستاذ فعليا ولا يتسبب في تكاليف مالية ونفقات استضافة وأقامة  و التوجه لعقد اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجامعات في البلدين بما يضمن الاليات  المتيسرة اللازمة للتنفيذ.

ج‌. تشجيع الكوادر التدريسية  للأنخراط مع الجامعات الأخرى  والانفتاح للتعاون المشترك معهم من خلال فرص تدريبية او معايشة فضلاً عن المجهود البحثي المشترك والأشراف المشترك   وأعطاء  المحاضرات وتقديم كافة التسهيلات الممكنة للمتحمسين لتفعيل هذا التعاون المشترك .

2. أليات تخطيط مستقبلية  :

أ‌. تبني مفاهيم وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة  SDG  وجعلها من أولويات  الخطط الستراتيجية للجامعات  مستقبلا  ويشمل ذلك العمل ضمن بناء الشراكات مع المؤسسات الاخرى ذات الأهتمام وتحسين ظروف العمل في بيئة صحية سليمة  لمجتمع أفضل .

ب‌. بناء الشراكات العلمية في تعزيز البحث العلمي  المشترك والمستنبط من المشاكل المستجدة في الواقع  وأيجاد حلول علمية وعملية  وألأستفادة من نظريات التسويق  لأجل  تحويل المعرفة  الى دخل ناتج .

3. أليات قانونية وادارية:

أ‌. ايجاد التشريع اللازم للتصريح  بالعمل لمكاتب الاستقطاب للطلبة  داخل العراق  واصدار اللوائح  القانونية الضابطة لهم وان تكون معرّفة ومعتّمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  وتعمل تحت  أشرافها  وتكون هذه المكاتب ذات أهداف متبادلة بحيث تستقطب الطلبة الاجانب وتسوق للطلبة العراقيين في الخارج وان المكاتب الموجودة حاليا هي مكاتب تجارية  منتسبة لغرفة التجارة  ولا يوجد ما ينظم عملها او يحمي حقوق الطلبة المستفيدين منهم .

ب‌. اعتماد التقييم الدوري للجامعات خارج العراق من خلال مراجعة مطابقتها لشروط الأعتماد للحفاظ على أسس التنافس بينها فيما يخص التسهيلات المقدمة للطلبة العراقيين بالخصوص من باب توفير الأقامات و خصوم في رسوم التسجيل او رسوم الدراسة او تقديم المنح الدراسية المجانية للمتميزين غيرها وكذلك المحافظة على النسب النموذجية بين عدد الطلبة واصحاب التخصصات من الاكاديمين وعدم  قبول طلبة اكثرمن الطاقة الاستعابية . 

ت‌. اعتماد الجامعات لا يلغي من وجود اعتمادات فرعية لكليات الجامعة ومن الممكن تعليق الاعتراف ببعض الكليات دون الاخرى مع بقاء اعتماد الجامعة  حيث لوحظ ان بعض نقاط الضعف المهمة  في بعض الكليات  تتداخل مع نقاط القوة العامة ضمن  التشكيل للجامعة المعتمدة .

ث‌. اقتصارالتوصية بأعتماد الجامعات اوالكليات ضمن الجامعة الواحدة  ذات التخصصات المتميزة والنادرة والجاذبة  حيث لا حاجة من التوصية لاعتماد بعض التخصصات الغيرالجاذبة او التي تتميز بها الجامعات العراقية .

مما تقدم نجد ان الجامعات العراقية تمتلك الركائزالمهمة لاعادة تسويقها عربيا وعالميا  كمركز تعليمي متميز واعادتها الى مصاف التنافس الاكاديمي لا سيما  ان بلدنا العزيز عاد من جديد لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وبنى اواصر العلاقات ذات المصالح المشتركة مع دول الجوار ودول العالم  وهذه الظروف تؤهل المحيط الملائم لتفعيل دور المؤسسات الاكاديمية في هذه المجال .